نوف الموسى (دبي)

يعمل الفنان الإماراتي مطر بن لاحج، في الوقت الحالي، على تجهيز إطلاق «تطبيق ذكي»، لإنشاء منصة إلكترونية للتواصل بينه والفنانين الشباب، الراغبين في تطوير قدراتهم الإبداعية من خلال الانضمام إلى رحلة فنية، توفر لهم التعرف على المبادئ العامة، التي يعمل عليها الفنان مطر، لإنجاز تجاربه الفنية مع اللوحات التشكيلية والمنحوتات الفنية. وميزة التطبيق الذكي، كما أوضح الفنان مطر بن لاحج لـ«الاتحاد»، في أنه سيرسم ملامح التفاصيل النوعية حسب التكوينات الفنية لكل «مستخدم»، بناءً على طبيعة ما ينتجه فنياً، ومنه ستتضح بصورة أدق آلية بناء خطة عمل، تُحدد القيمة المادية للخدمة المعرفية والفنية. يحمل التطبيق الذكي اسم «Mattar Concept»، مشكلاً برنامجاً استشارياً فنياً، يقدم تحفيزات تطويرية، يُسهم في إثراء البيئات الفنية في المنطقة. يصفه بن لاحج بأنه أحيا مسارات توسيع الفضاءات لمفهوم الاحترافية في عمله كفنان، عبر إضفاء «القيمة» مقابل «الأداء» الفني. وسيتم إطلاق التطبيق الذكي، للاستخدام العام، خلال الفترة القادمة من البرنامج العملي للفنان مطر بن لاحج.
يتضمن التطبيق الذكي، صفحة تعريفية، تُؤهل للمتقدم التعريف بنفسه، من خلال البيانات الشخصية العامة، ويوفر مجموعة من الروابط الداخلية، تتيح التقديم بتفاصيل أكثر، ينتقل بعدها «المستخدم» للمرحلة الثانية من عملية التسجيل، لافتاً حولها الفنان مطر، بأنها محور «التواصل المباشر» بينه وبين المستخدم (الفنان)، الذي قد يكون مثلاً يسكن في المملكة العربية السعودية، ويرغب في العمل معه، مضيفاً: «هناك فريق عمل كامل، يساعدني في تنظيم العملية، لإتمامها بشكل سهل وقانوني ومعتمد، خاصةً أن لكل مشترك (مستخدم) خطةً خاصةً فيه، تعتمد على طبيعة ما ينتج، بالمقابل فإن الخدمة الاستشارية والتدريبية تقدم عدة أشكال من المعرفة الفنية، والتي قد نعتبرها امتيازات قد يحصل عليها الفنان المشارك في التطبيق». أبرزها: أنه بإمكان الفنان (المستخدم) أن يحظى بفرصة للعمل مع الفنان مطر على إحدى الأعمال الفنية، وأن يحضر للمشاركة في تركيب مجسمات بإحدى الميادين المختلفة، وهناك دائماً مدة زمنية ستحدد لكل مرحلة، يتقدم لها الشخص لإتمام الرحلة الفنية، اعتماداً على مخرجات كل مستخدم (الفنان) في العملية الفنية ككل.
يرى بن لاحج، أن هذه النوعية من أشكال التواصل الاحترافي بين الفنان والبيئة الفنية، تثري بالدرجة الأساسية الأداءات الفنية للفنانين، وتطرح أسئلة جديدة، لما يمكن أن تنتجه التفاعلات الحيّة بين الفنان والورش الفنية، فالأخير يتجسد بصور متقدمة، حول العالم، ويتطلب من الفنانين في الإمارات، أن يسعوا لتقديمها بشكل متفرد وتنافسي وأكثر جرأة على المستوى (التجربة) و(المعرفة)، وأوضح بن لاحج أن الأمر برمته لو تأملناه قليلاً يتيح مفهوماً عالياً لـ «التركيز» المضاعف، الذي نحتاجه كممارسة في العملية الفنية.
جميعها تُشكل تطلعات، يؤمن بها بن لاحج، في إمكانية أن تشكل القطعة الفنية، جزء من المكونات الأساسية لـ ثقافة المجتمع، ومحط حديث لرفع مستوى «الوعي بالذائقة»، من مثل عمله على تصميم وصناعة «الهدايا الثقافية»، وإضفاء متغير فني بين «صاحب الهدية» و«المهدى إليه». وهو بذلك يوحي للمتلقي قيمة الهدية الثقافية، وأثرها، باعتبارها مصدراً للطاقة الجمالية، في التفاصيل المجتمعية اليومية.
فقوة الثقافة كما يعلم الكثيرون، في أنها تؤثر بُطرق غير واعية، وأحياناً غير مباشرة، لذا تأخذ الكثير من الوقت، لتتمدد وتكون وعيها الخاص، يُعرفها مطر بن لاحج ـ الأثر الذي يتشكل بطريقة لا واعية ـ بـ«الجذب السلبي»، وربما تكون بذلك مساهمة فعلية لزيادة استيعاب المجتمع لما تمثله الفنون في حياتنا، وبالتالي يصبح العمل الفني في المكان العام، إحدى وسائل السحر في الارتقاء والنمو الروحي والفكري والإنساني.